مهم حقيقة المرض
كرر الكلام وافهمه بقلبك وعقلك ، وعد ستتغير لو فهمته وكررته على نفسك دائمًا .
فكرة المرض، أو السرطان تحديدًا، قد تبدو مرعبة جدًا لأنك تنظر لها من زاوية ضيقة، دنيوية، ومحدودة. لكن الحقيقة أوسع وأعمق من ذلك بكثير. دعني أوضح لك: هل تخاف من المرض لأنك تخشى الموت؟ إن كنت تخاف من الموت، فتذكر أن كل إنسان سيموت، بغض النظر عن صحته أو مرضه. قد يعيش الإنسان بكامل عافيته ويموت فجأة، وقد يعيش مريضًا لسنوات طويلة ويستمتع بالحياة أكثر من غيره.
نحن نؤمن أن هذه الدنيا ليست دار القرار، بل اختبار قصير سيمر سريعًا. بعد 50 أو 60 عامًا بالكاد، لن يبقى أحد منا هنا. ورغم ذلك، لا نعيش حياتنا مرعوبين من هذه الحقيقة، بل نعيشها بفرح وسعي. نتزوج، ننجب، نعمل، ونعبد الله، لأننا نؤمن أن ما بعد الموت هو الأهم.
الآن دعنا نتحدث عن المرض
لماذا تراقب جسدك وكأنك تنتظر لحظة انهياره؟ المرض مثل الموت، أمر غيبي لا تعلم متى يأتي ولا كيف يحدث. بل حتى التفكير فيه، والتركيز عليه، لن يغير من قدر الله شيئًا. النبي ﷺ قال: “ما يُصيبُ المسلمَ من نصَبٍ ولا وصبٍ ولا همٍّ ولا حزنٍ ولا أذىً ولا غمٍّ، حتى الشوكةُ يُشاكها، إلا كفَّر اللهُ بها من خطاياه”. هل تدرك معنى هذا الحديث؟ كل ألم، كل تعب، كل هم يمر بك هو في الحقيقة رحمة، يكفر ذنوبك ويرفع درجتك عند الله.
دعني أذكرك بشيء أعظم:
المرض الذي تخشاه اليوم، ستتمنى في الآخرة لو أنك أصبت به. لأنه في ميزان الآخرة، كل لحظة صبر على الابتلاء هي حسنات تُبنى بها قصور الجنة ستقف يوم القيامة وترى المبتلين يُساقون إلى الجنة بأجر عظيم، وتتمنى لو كنت مكانهم. هؤلاء المبتلون اصطفاهم الله، وجعل من آلامهم طريقًا إلى رحمته، فلماذا تخاف من نعمة عظيمة قد تكون بابك إلى الجنة؟
أحسن الظن بالله
الله أرحم بك من نفسك، يعلم ما تتحمله وما لا تتحمله، ولن يبتليك بما هو فوق طاقتك. أي ابتلاء يصيبك هو جزء من قدر مليء بالخير، حتى لو لم تدركه الآن.
ثم انظر إلى المرضى الحقيقيين كم من مريض بالسرطان أو بأي مرض آخر يعيش حياته بسعادة وأمل؟ تراهم يضحكون، يكافحون، ويتمسكون بالحياة بكل قوة
هم يملكون من الشجاعة والإيجابية ما قد ينقصك وأنت في كامل صحتك. تصورك أنهم يعيشون في حزن وخوف دائم هو وهم، بل ربما ينظرون إلى خوفك غير المبرر ويشفقون عليك أكثر مما تشفق أنت عليهم.
قد يعاني كثير من الموسوسين من ربط أي ألم في البطن أو المعدة بأمراض خطيرة، مثل السرطان.
يتم تفسير أعراض شائعة وبسيطة، كالإسهال، الإمساك، أو حتى ألم المعدة، على أنها مؤشرات خطيرة دون سبب منطقي من هذه الوساوس أيضًا القلق من وجود دم مع الإخراج، بينما غالبًا ما يكون مصدر الدم مشكلات شائعة مثل البواسير السطحية أو التهابات بسيطة في الجهاز الهضمي.
في الحقيقة، أغلب من يعانون من الوسواس يجدون أن القولون هو السبب الأساسي وراء مشاكلهم، وذلك نتيجة الخوف والقلق الذي يؤثر بشكل مباشر على الجهاز الهضمي. في بعض الأحيان، قد يكون العكس صحيحًا، حيث تسبب مشكلات القولون البسيطة زيادة في الوسواس.
أما بالنسبة لسرطان المعدة أو الأمراض الخطيرة المتعلقة بالباطنية، فهي نادرة جدًا ومن اندر انواع الامراض ، ولا تظهر بأعراض بسيطة مثل ألم المعدة، أو نغزات البطن، أو اضطرابات الإخراج. معظم هذه الأعراض تكون ناتجة عن جرثومة المعدة، مشاكل هضمية عادية، أو حتى القولون العصبي، وهي أمور شائعة وغير مقلقة.
مع العلم اعراض مشاكل الباطنية الخطيره كسرطان المعده او الكبد او غيره ، لا يمكن العيش معها ابدًا ولا يمكن تحملها ولا ساعة حتى .
جدير بالذكر أن جرثومة المعدة منتشرة جدًا عالمياً أكثر من نصف سكان العالم يعانون منها، وهي ليست خطيرة على الإطلاق. حتى في حال إهمال علاجها (لا قدر الله)، لا تتسبب في أمراض خطيرة كما يتم الترويج. الأبحاث التي تربط الجرثومة بالسرطان غير دقيقة وخاليه من الصحه ، هي مجرد بكتيريا يمكن علاجها بسهولة.
من المهم أن تعرف أن الوسواس نفسه يفاقم الأعراض، لأن تركيزك الزائد على منطقة معينة في الجسم يجعلها أكثر عرضة للاضطرابات. لذا، بدلاً من القلق، ركز على تناول أطعمة مفيدة لصحة المعدة، مثل البكتيريا النافعة، قشور الرمان، والأطعمة الصحية بشكل عام. مع تخفيف القلق والوسواس، ستلاحظ تحسنًا كبيرًا في الأعراض
الحقيقة هي أن الخوف من المرض هو في حد ذاته “مرض” يستهلكك دون داعٍ كمسلم، أنت تعلم أن ما كُتب لك سيصلك، وأن الله لا يُخطئ في تقديره أبدًا. لماذا ترهق نفسك بمتابعة جسدك والبحث عن أعراض لم تظهر؟ عش حياتك بحب ورضا، وركز على ما هو في يدك: العبادة، الاستمتاع بالحياة، ونشر الخير أما الأمور الغيبية، فاتركها لله فهو أرحم وأعلم.